السفر إلى اليابان مع الأطفال 2025 – أفضل الوجهات العائلية ونصائح لتجربة ممتعة

كنت أبحث منذ فترة عن وجهة سياحية عائلية مختلفة؛ وجهة تمزج بين المتعة، الأمان، التعليم، والنظام… لا تُشبه الوجهات التقليدية التي اعتدنا عليها. وبعد بحث طويل، ظهر أمامي اسم واحد بشكل متكرر: اليابان.

صحيح أن اليابان معروفة بتطورها التكنولوجي وثقافتها العريقة، لكن السؤال الذي شغلني بصدق هو:
هل اليابان مناسبة للسفر العائلي؟ وهل سأجد هناك أماكن سياحية تناسب الأطفال؟ هل سأتمكن من إعداد برنامج سياحي عائلي في اليابان يناسب إيقاع أسرتي، وخصوصية العائلة السعودية؟، لأن اليابان يُشاع عنها أحيانًا من وجود أنشطة لا تناسب الجميع. 

بدأت أبحث عن تجارب فعلية، لا مجرّد إعلانات. أردت أن أعرف بالضبط كيف يبدو جدول رحلة سياحية لأسرة سعودية إلى اليابان، وما هي المدن التي يمكن زيارتها مثل طوكيو، كيوتو، أو أوساكا، وكم يوم فعليًا يكفي لاستكشافها دون إرهاق. بل وذهبت أبعد من ذلك، فبحثت عن أفضل الأنشطة العائلية في اليابان، من الملاهي إلى المتاحف وحتى عروض الشوارع.

فإذا كنت تُخطّط الآن أو تفكّر في حجز رحلة عائلية لليابان من السعودية، فدعني آخذك في جولة واقعية، بتفاصيل يومية، ووجهات مجرّبة، ونصائح لا تجدها في الكتيبات أو المواقع الترويجية.

كم يوم يكفي لزيارة اليابان مع العائلة؟

قبل أن نبدأ رحلتنا إلى اليابان، كان أكثر ما يشغلني هو: كم عدد الأيام المناسب فعليًا لقضاء عطلة عائلية ممتعة دون شعور بالإرهاق؟
خصوصًا وأنني أسافر مع أطفالي الذين يرغبون في استكشاف كل شيء، من عالم ديزني إلى القطارات السريعة والمتاحف التفاعلية.

جدول 7 أيام – زيارة سريعة ومكثفة

في إحدى زياراتي الأولى لليابان، قضيت سبعة أيام فقط في البلاد. كانت التجربة رائعة، لكنها مناسبة أكثر للمسافرين المنفردين أو العائلات التي لديها أطفال أكبر سنًا.
تمكّنا من زيارة طوكيو وبعض المعالم الرئيسية، وربما قمنا برحلة يوم واحد إلى كيوتو، لكن الوقت لم يكن كافيًا للاستمتاع الكامل بالتفاصيل.
إنها خطة تصلح لمن يود الحصول على لمحة سريعة عن اليابان، أو لمن لديه جدول زمني محدود.

جدول 10 أيام – الخيار المتوازن

في رحلتنا العائلية التالية، خصصنا عشرة أيام كاملة، وكانت تلك التجربة المثالية. استطعنا التنقل بين طوكيو وكيوتو، وأضفنا زيارة إلى هيروشيما.
كان الجدول مرنًا ومتنوعًا، دون إرهاق أو ضغط، والأطفال كانوا أكثر راحة واستمتاعًا.
أنصح العائلات بهذا البرنامج الممتاز، خاصة أنه يراعي التوازن بين الترفيه والاستكشاف رحلة الى اليابان وطوكيو 10 ايام

جدول 11 يومًا أو أكثر – تجربة متكاملة للعائلة

عندما مدّدنا رحلتنا إلى أحد عشر يومًا، شعرت وكأننا نعيش في اليابان فعلًا، لا مجرد سُيّاح.
أصبح لدينا وقت كافٍ لاستكشاف أحياء داخلية، والمشاركة في مهرجانات محلية، وحتى زيارة جزيرة مياجيما قرب هيروشيما.
الجدول كان مريحًا، وسمح لنا بالاستمتاع بكل لحظة دون استعجال.
يمكنك الاطلاع على هذا البرنامج المتكامل من هنا السياحة الى اليابان

هل تختار رحلة مستقلة أم جولة منظمة؟

عند التخطيط للسفر إلى اليابان مع العائلة، يُطرح سؤال مهم: هل الأفضل أن تنظم العائلة رحلتها بنفسها بشكل مستقل؟ أم الاعتماد على جولة سياحية منظمة تشمل كافة التفاصيل؟، فيما يلي مقارنة مبسطة بناءً على التجارب تساعد على اتخاذ القرار المناسب:

ما الأنسب للعائلة السعودية؟

رغم أن الرحلة المستقلة قد تبدو مغرية لمن يبحث عن مغامرة، فإن الجولة المنظمة هي الخيار الأفضل للعائلات السعودية، خصوصًا عند السفر مع أطفال.
فهي تضمن راحة البال، جدولًا متوازنًا، ودعمًا احترافيًا يجعل من التجربة أكثر سلاسة وأمانًا، دون القلق من التنقل أو التواصل أو حتى اختيار المطاعم المناسبة.

لماذا نُرشح “مدارات الكون”؟

تقدم شركة مدارات الكون باقات سياحية متكاملة إلى اليابان، تم إعدادها خصيصًا لتناسب الأسر السعودية.
تشمل الجولات:

• برامج مدروسة ومجربة.
• سائق خاص، مرشد عربي.
• أكل حلال مؤكد.
• فنادق مريحة بمواقع مناسبة.
• أنشطة متنوعة تناسب الأطفال والوالدين.

تجارب الطعام الحلال في اليابان

من الأمور التي كانت تُقلقنا قبل السفر إلى اليابان كعائلة سعودية، هي مدى توفر الطعام الحلال، خاصة مع أطفال يصعب إرضاؤهم أحيانًا. لكننا اكتشفنا خلال الرحلة أن الخيارات أصبحت أكثر تنوعًا مما كنا نتوقع، لا سيما في المدن الكبرى مثل طوكيو وأوساكا.

مطاعم مجرّبة في طوكيو وأوساكا

في طوكيو، وجدنا عدة مطاعم حلال معتمدة تقدم أكلات يابانية أصلية بدون مكونات محرّمة.
أبرز التجارب كانت:

• مطعم Gyumon في حي شيبويا، متخصص في الشواء الياباني (Yakiniku) ويقدم لحومًا حلالًا بشهادة معتمدة.
• مطعم Sekai Café في أساكوسا، يقدم قائمة متنوعة خالية من الكحول واللحوم غير المذبوحة حلالًا.

أما في أوساكا، فبرز:

• Ali’s Kitchen Osaka، مطعم باكستاني/هندي يقدم أطباقًا مناسبة للكبار والصغار.
• مطعم داخل يونيفرسال ستوديوز يقدم قائمة نباتية حلال بعد الطلب المسبق.

كيف نتأكد من أن الطعام حلال فعلًا؟

كنا نسأل دائمًا عن مكونات الأطباق وطريقة الطهي، وفي بعض المطاعم وجدنا شهادة الحلال معلقة بوضوح. في بعض الحالات، استخدمنا تطبيق الترجمة لشرح طلباتنا بدقة، مثل استبعاد المرق الحيواني أو الصوصات التي تحتوي على كحول.

كما أن الكثير من المطاعم اليابانية أصبحت تُدرك أهمية تقديم خيارات نباتية أو خالية من المكونات المحرمة، مما سهّل علينا الاختيار.

أدوات ساعدتنا في البحث عن الطعام الحلال

اعتمدنا بشكل كبير على تطبيقين:

• Halal Navi: يوضح المطاعم الحلال القريبة مع تقييمات المستخدمين، وصور، وخرائط دقيقة.
• HappyCow: يركز على المطاعم النباتية والعضوية، وساعدنا في العثور على بدائل آمنة، خاصة في المناطق التي يقل فيها وجود مطاعم عربية.

في النهاية، لم نشعر أبدًا أننا محرومون من تجربة الطعام الياباني. بالعكس، استطعنا تذوق أطباق السوشي، الرامن، والتيمبورا، بنسختها الحلال أو النباتية، مع الحفاظ على عاداتنا الغذائية بكل راحة.

أفضل الأنشطة والتجارب التي أبهرت أطفالي في اليابان

من بين جميع الدول التي زرناها، لم تُبهِر أطفالي دولة كما فعلت اليابان. كانت التجربة بالنسبة لهم عالمًا من الدهشة والمتعة، لدرجة أنهم لم يرغبوا في العودة إلى الفندق في نهاية اليوم!

ديزني لاند، المتاحف التفاعلية، والقطار السريع

بدأت المتعة منذ اللحظة التي دخلنا فيها “ديزني لاند طوكيو”. الألوان، الشخصيات، الألعاب، وحتى العروض الليلية – كل شيء كان أشبه بعالم خيالي حقيقي.
ثم زرنا متحف الألعاب التفاعلي في منطقة “أودايبا” بطوكيو، وهو مكان تعليمي وترفيهي في آنٍ واحد، يتيح للأطفال التفاعل مع معروضات علمية وفنية وتجريبية بطريقة ممتعة وآمنة.

إلا أن التجربة الأبرز بالنسبة لهم كانت ركوب قطار “الشينكانسن” السريع. الجلوس بجوار النافذة، مشاهدة المناظر تتغير بسرعة البرق، كان بمثابة مغامرة لا تُنسى.

تجربة الساموراي والنينجا

في كيوتو، حجزنا لأطفالنا تجربة ثقافية مميزة: ارتداء زي الساموراي والنينجا والمشاركة في تدريبات بسيطة مستوحاة من التراث الياباني.
المدرب كان محترفًا ويتحدث الإنجليزية، والأطفال استمتعوا بالتقاط الصور التذكارية وهم يعيشون لحظات البطولة على الطريقة اليابانية.

فن الأوريغامي ومهرجانات الأطفال

في أحد أركان مدينة أوساكا، شاركنا في ورشة لتعليم فن طي الورق “الأوريغامي”. تعلم الأطفال كيف يصنعون طيورًا وزهورًا بأيديهم، وكانوا فخورين بعرضها في الفندق.
كما صادفنا مهرجانًا صيفيًا محليًا، شارك فيه الأطفال بارتداء زي “اليوكاتا”، وتناولوا المثلجات اليابانية، ولعبوا ألعابًا شعبية وسط أجواء مليئة بالبهجة والضحك.

الطقس في اليابان حسب المناطق

من أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند التخطيط لرحلة عائلية إلى اليابان هو الطقس، لأن اختلافه من منطقة لأخرى يمكن أن يؤثر بشكل كبير على سير الرحلة، خاصة عند السفر مع أطفال.

طوكيو، كيوتو، أوساكا، وهوكايدو

• طوكيو تمتاز بمناخ معتدل نسبيًا، خاصة في الربيع (مارس إلى مايو) والخريف (سبتمبر إلى نوفمبر)، حيث تكون درجات الحرارة مثالية للتنقل مع الأطفال، وتزدهر الحدائق بالزهور.
• كيوتو تتبع نمط طقس مشابه لطوكيو، لكن رطوبتها في الصيف تكون أعلى، مما يجعل التنقل مع الأطفال متعبًا قليلًا إن لم يتم التخطيط جيدًا.
• أوساكا قريبة من كيوتو من حيث المناخ، لكنها أكثر انفتاحًا من حيث الحدائق والأنشطة الخارجية، وهي وجهة مناسبة للعائلات خلال الخريف أو أوائل الربيع.
• هوكايدو تقع في أقصى الشمال، وتتميز بشتاء بارد مغطى بالثلوج، ما يجعلها مثالية لمحبي الرياضات الشتوية أو حضور مهرجانات الثلج. لكنها تتطلب تجهيزات خاصة عند السفر مع الأطفال في هذا الموسم.

متى تسافر؟ وماذا تحزم؟

بعد تجربتنا، أستطيع القول إن أفضل وقت لزيارة اليابان مع العائلة هو في فصل الربيع (مارس–مايو)، أو الخريف (سبتمبر–نوفمبر). الأجواء لطيفة، والأمطار قليلة، والأماكن أقل ازدحامًا مقارنة بالصيف.

احرص على حزم التالي:

• أحذية مريحة للأطفال.
• ملابس خفيفة قابلة للطبقات (جاكيت خفيف لليالي الباردة).
• مظلات أو معاطف مطر خفيفة في الربيع.

ملابس الأطفال حسب الموسم

• الربيع: ملابس قطنية مع جاكيت خفيف.
• الصيف: ملابس خفيفة جدًا، وقبعات ونظارات شمسية.
• الخريف: جاكيت متوسط وثياب قطنية.
• الشتاء (خاصة في هوكايدو): ملابس ثقيلة، قفازات، أحذية ضد الثلج، وطبقات داخلية دافئة.

أشهر المهرجانات والفعاليات اليابانية المناسبة للعائلات

واحدة من أجمل مفاجآت رحلتنا كانت المهرجانات الموسمية. فهي لا تقدم فقط فرصة للترفيه، بل تُعد تجربة ثقافية متكاملة، حتى أن الأطفال ما زالوا يذكرون تفاصيلها حتى اليوم.

ربيع الساكورا

خلال شهري مارس وأبريل، تغمر اليابان أجواء ساحرة مع تفتح أزهار الكرز “الساكورا”. المنتزهات تمتلئ بالعائلات المحلية، وتُقام فعاليات صغيرة في الحدائق، من عروض موسيقية إلى عربات الطعام.
أطفالي أحبوا الجلوس تحت الأشجار الوردية ومشاركة الأكل الياباني الخفيف مع الأطفال المحليين.

مهرجانات الصيف

في شهري يوليو وأغسطس، تنتشر في المدن اليابانية مهرجانات الألعاب النارية، وارتداء زي “اليوكاتا” التقليدي.
شاركنا في أحدها في مدينة أوساكا، وكانت تجربة ساحرة بكل معنى الكلمة. الأطفال اشتروا فانوسًا ورقيًا، وشاركوا في ألعاب بسيطة مثل اصطياد الكرات، وكأنهم من أبناء الحي.

مهرجانات الثلج في الشمال

في مدينة “سابورو” الواقعة في هوكايدو، يُقام في فبراير مهرجان الثلج الشهير، حيث تُعرض تماثيل ضخمة مصنوعة من الجليد، وتُضاء ليلاً بشكل خلاب.
بالرغم من البرد، كانت التجربة فريدة من نوعها، خصوصًا مع توفر مشروبات دافئة وأكشاك طعام في كل زاوية، ما جعل الجو مريحًا للأطفال.

متى تتجنب زيارة اليابان مع العائلة؟

مثل أي وجهة سياحية شهيرة، هناك فترات في اليابان يُفضل تجنّبها للعائلات، إما بسبب الازدحام أو الأحوال الجوية أو الإغلاق العام.

أسبوع العطلة الذهبية (Golden Week)

يقع غالبًا بين أواخر أبريل وأوائل مايو، ويُعتبر من أكثر الفترات ازدحامًا في اليابان.
جميع اليابانيين في إجازة تقريبًا، فتزدحم الفنادق، وترتفع الأسعار بشكل كبير، وتصبح المواصلات أكثر صعوبة، وهو أمر مرهق خصوصًا مع وجود أطفال.

موسم الأعاصير

يمتد تقريبًا من أواخر أغسطس إلى سبتمبر، خاصة في جنوب اليابان.
الأمطار الغزيرة والرياح القوية قد تؤدي إلى تأخير أو إلغاء بعض الأنشطة، لذا يُنصح بتجنب هذا التوقيت إن كنت تسافر برفقة أطفال.

رأس السنة اليابانية

خلال الفترة من نهاية ديسمبر وحتى الأسبوع الأول من يناير، تُغلق العديد من المتاجر والمرافق، وتزدحم الأماكن الدينية والسياحية.
كما ترتفع الأسعار خلال هذا الموسم، ما قد يُضعف من جودة الرحلة وتنوع الخيارات المتاحة.

أفضل المدن العائلية في اليابان

عند التخطيط لرحلة عائلية إلى اليابان، من المهم اختيار المدن التي تجمع بين الراحة، والأمان، وتعدد الأنشطة التي تناسب الأطفال والآباء معًا. بعد تجربة شخصية مع عائلتي، أشارككم أبرز أربع مدن وجدناها مثالية للعائلات:

طوكيو: المتعة والتنوع في كل زاوية

طوكيو كانت محطتنا الأولى، وهي مدينة نابضة بالحياة وتزخر بكل ما قد تحتاجه العائلة.
أول ما قمنا به بعد الاستقرار كان زيارة ديزني لاند طوكيو، حيث أمضينا يومًا كاملاً وسط الشخصيات الكرتونية والعروض المبهرة والألعاب المناسبة لمختلف الأعمار. وهناك أيضًا ديزني سي، الذي يتميز بطابع بحري ومغامرات تحاكي الأفلام العالمية، وكان أكثر متعة للأطفال الكبار.

ثم توجهنا إلى منطقة أودايبا، وهي جزيرة صناعية ممتعة للغاية. زرنا فيها:

• متحف تويوتا، حيث جرب الأطفال محاكاة القيادة.
• متحف ليغو لاند المصغر.
• TeamLab Borderless، وهو معرض تفاعلي بالأضواء والرسوم المتحركة الرقمية، يجعل الأطفال يركضون بدهشة بين الجدران المتحركة.

أما في المساء، فكانت حديقة أوينو خيارًا مثاليًا للنزهة، وفيها حديقة الحيوانات والمتاحف المفتوحة للأطفال.

طوكيو أيضًا تمتاز بنظام مواصلات منظم ومكيف بالكامل، مما جعل التنقل مع الأطفال سهلاً ومريحًا، حتى في المناطق المزدحمة.

كيوتو: مدينة تأخذك إلى قلب الثقافة اليابانية

بعد ضجيج طوكيو، انتقلنا إلى كيوتو، المدينة الهادئة التي حافظت على روح اليابان التقليدية.
بدأنا جولتنا بزيارة غابة الخيزران في أراشيياما، المشي بين الأشجار العالية كان تجربة ساحرة للصغار قبل الكبار.
وفي نفس المنطقة، ركبنا القطار البخاري القديم، الذي يأخذك في جولة بين الجبال والأنهار، وهو من أكثر اللحظات التي التقطنا فيها صورًا عائلية جميلة.

زرنا أيضًا:

• حديقة قرود أراشيياما، حيث يمكن للأطفال إطعام القرود ومشاهدتها وهي تتحرك بحرية.
• معبد كينكاكو-جي (الجناح الذهبي)، وهو أحد أكثر المعالم بريقًا وروعة، وتصميمه الذهبي يُدهش الأطفال.
• تجربة الكيمونو، حيث استأجرنا أزياء تقليدية وشاركنا في جولة بين الأزقة القديمة، وكانت تجربة ثقافية ممتعة للجميع.

كيوتو مثالية للعائلات التي تبحث عن التوازن بين الاستكشاف والهدوء، وبين الثقافة والطبيعة.

هيروشيما: لمسة من الهدوء والوعي الإنساني

هيروشيما لم تكن ضمن خطتي الأصلية، لكني قررت زيارتها بعد توصية من أحد الأصدقاء، وكانت مفاجأة إيجابية.

بدأنا اليوم بزيارة منتزه السلام التذكاري، حيث يقع متحف السلام، الذي يروي قصة القنبلة الذرية بأسلوب مؤثر وإنساني، وهناك أقسام مبسطة تناسب الأطفال الأكبر سنًا دون أن تكون مزعجة أو صادمة.

بعدها أخذنا القطار ومن ثم العبّارة إلى جزيرة مياجيما، التي تُعد من أجمل المواقع الطبيعية في اليابان. هناك:

• قضينا وقتًا في إطعام الغزلان البرية التي تتجول بحرية.
• صعدنا بالتلفريك إلى جبل ميسن للاستمتاع بإطلالة بانورامية مذهلة.
• زرنا بوابة “توري” العائمة المشهورة، والتقطنا صورًا وقت الغروب كانت من أجمل ما وثقنا في الرحلة.

هيروشيما هادئة ومنظمة، وتناسب العائلات التي ترغب في قضاء وقت تأملي وثقافي في بيئة آمنة ومريحة.

أوساكا: مدينة الترفيه والتسوّق

ختمنا رحلتنا بمدينة أوساكا، التي أحبها أطفالي أكثر من أي مدينة أخرى!
أول ما زرناه كان يونيفرسال ستوديوز اليابان، وهو من أكبر المتنزهات الترفيهية، ويحتوي على:

• عالم هاري بوتر، حيث اشترى الأطفال العصا السحرية وتجولوا في زقاق “هوجسميد”.
• مناطق مخصصة للأطفال الصغار بشخصيات كرتونية مثل “إلمو” و”مينينز”.
• عروض حية، وألعاب مائية، وتجارب تفاعلية مذهلة.

خصصنا يومًا آخر لزيارة أكواريوم كاييوكان، وهو من أكبر أحواض الأسماك في آسيا، ويعرض الحياة البحرية في تجربة تأخذك من أعماق القطب إلى الشعاب المرجانية.

وفي المساء، كانت جولاتنا في شارع دوتونبوري ممتعة، حيث جرّبنا الأكلات اليابانية بأسلوب الشارع، واشترينا الهدايا التذكارية. كما توجد العديد من مراكز الألعاب والمتاجر التي أحبها الأطفال.

أوساكا تجمع بين الترفيه، والمطبخ الشهي، والأسواق الحيوية، وهي مثالية للعائلات الباحثة عن المرح والتنوع.

أدوات ساعدتنا كثيرًا أثناء السفر

من الأمور التي ساهمت بشكل كبير في راحة رحلتنا العائلية إلى اليابان، هي استخدام بعض التطبيقات والأدوات البسيطة، التي جعلت التنقل والتواصل والتخطيط اليومي أكثر سلاسة ووضوحًا.

• تطبيقات الترجمة الفورية: مثل Google Translate، ساعدتنا على ترجمة قوائم الطعام، والإشارات في الشوارع، وحتى المحادثات البسيطة مع السكان المحليين.
• تطبيقات الخرائط: مثل Google Maps وHyperdia، لمعرفة مواعيد القطارات وأفضل مسارات الوصول للوجهات السياحية.
• تطبيقات دليل الطعام الحلال: مثل Halal Navi، لمعرفة المطاعم والمقاهي التي تقدم طعامًا حلالًا، خصوصًا في المدن الكبيرة مثل طوكيو وأوساكا.
• تطبيق تحويل العملات: ساعدنا في مراقبة المصروفات اليومية وتحويل الأسعار إلى الريال السعودي بسرعة.
• التواصل مع مرشد سياحي ناطق بالعربية: كان له أثر كبير في تبسيط بعض الجولات، خصوصًا في المناطق التاريخية مثل كيوتو وهيروشيما. ساعدنا في فهم الخلفيات الثقافية، وتسهيل الحوار مع السكان المحليين، وتنظيم الوقت بكفاءة.

نصيحة أخيرة لكل عائلة سعودية قبل الحجز

إذا كنت تبحث عن تجربة سياحية آمنة، نظيفة، مريحة، وثرية ثقافيًا لك ولعائلتك، فإن اليابان خيار لا يُضاهى.
لكن السر الحقيقي لنجاح الرحلة هو التخطيط المسبق، واختيار برنامج يناسب العائلة من حيث المدن، المدة، والأنشطة.

وإن كنت تبحث عن جهة موثوقة تنظم لك رحلة متكاملة بكل التفاصيل الصغيرة، فأنا أنصحك ببدء التخطيط من هنا

ماذا تجهز في حقيبة أطفالك؟

التجهيز المسبق لحقيبة الأطفال كان من أفضل القرارات التي اتخذناها. هذه بعض الأمور التي لا أنصح بالسفر بدونها:

• أدوية أساسية: مثل خافض حرارة، مرهم للجروح البسيطة، ودواء للغثيان أو اضطرابات المعدة.
• وجبات خفيفة (سناكات): مثل البسكويت، العصائر، المكسرات، خاصة خلال التنقلات الطويلة في القطار أو أثناء الانتظار.
• أدوات راحة: وسائد الرقبة، بطانية خفيفة، ومعقم يدين.
• وسائل ترفيه بسيطة: كتب تلوين، ألعاب صغيرة، جهاز لوحي محمّل بالأفلام أو القصص، لتسلية الأطفال في وقت التنقل أو الانتظار.

آراء عائلات سعودية سافرت عبر “مدارات الكون”

تجربة السفر إلى اليابان مع العائلة لا تُقاس فقط بالبرنامج، بل بالراحة والطمأنينة طوال الرحلة. إليكِ بعض آراء العائلات السعودية التي سافرت من خلال “مدارات الكون”:

“كانت الرحلة مريحة جدًا، والأطفال استمتعوا بكل لحظة. كل شيء كان مرتب، من لحظة الوصول للمطار وحتى العودة – أم نواف، جدة“

“أجمل ما في الرحلة أن كل التفاصيل كانت محسوبة بدقة. ما احتجنا نرتب أو نبحث عن شيء، وكل يوم كنا نعيش مغامرة جديدة – أبو خالد، الرياض“

“أنا من الناس اللي كانت متخوفة من السفر لليابان مع أطفال، لكن مدارات الكون خلتها تجربة سهلة وآمنة، والأهم إنها ممتعة – أم جود، الدمام“

“أحببت التنوع في البرنامج بين المدن. الأطفال انبهروا في ديزني، وأنا وزوجتي استمتعنا جدًا بكيوتو. شكرًا مدارات الكون على كل لحظة – أبو يزن، مكة“

إذا كنت تبحث عن راحة البال في رحلة عائلية منظمة وممتعة، فهذه التجارب قد تكون دليلك الأمثل لاختيار “مدارات الكون”.

أسئلة وأجوبة شائعة عن السفر إلى اليابان مع العائلة

هل اليابان آمنة للأطفال؟

نعم، اليابان تُعد من أكثر الدول أمانًا في العالم، سواء من ناحية الجريمة أو النظافة أو النظام العام.
الأماكن العامة مجهزة جيدًا للأطفال، وهناك اهتمام كبير بتوفير بيئة نظيفة وآمنة في الشوارع، المتاحف، الحدائق، وحتى في محطات القطار.

هل توجد مطاعم عربية في اليابان؟

نعم، تتوفر مطاعم عربية (لبنانية، تركية، مغربية…) في المدن الكبرى مثل طوكيو وأوساكا، إلى جانب عدد متزايد من المطاعم الحلال.
كما أن بعض المطاعم اليابانية بدأت بتوفير قوائم مخصصة للمسلمين، ويمكن العثور عليها بسهولة باستخدام تطبيقات مثل Halal Navi وHappyCow.

كيف أتنقل بالعربية هناك؟

رغم أن اللغة اليابانية هي السائدة، إلا أن العديد من اللوحات والإرشادات مترجمة إلى الإنجليزية.
يمكن استخدام تطبيق الترجمة من Google للقراءة والمحادثة.
كما أن السفر ضمن جولة منظمة من خلال مدارات الكون يُسهّل التنقل كثيرًا بوجود مرشد يتحدث العربية.

كم الميزانية المتوقعة لعائلة مكونة من 4 أفراد؟

تختلف الميزانية حسب الموسم والبرنامج، لكن كمتوسط:

• الطيران: من 8,000 إلى 12,000 ريال سعودي.
• الإقامة: بين 500 – 1000 ريال لليلة الواحدة (حسب المدينة والمستوى).
• المواصلات والأنشطة: من 300 إلى 500 ريال يوميًا.
• الإجمالي التقريبي لمدة 10 أيام: بين 20,000 – 28,000 ريال لعائلة من 4 أفراد، بدون تسوّق.

اختيار برنامج متكامل من مدارات الكون يضمن إدارة الميزانية بوضوح وبدون مفاجآت، حيث تشمل التكلفة كل ما تحتاجه العائلة.

لم أكن أتخيل أن اليابان ستترك في قلوبنا هذا الأثر العميق. من طوكيو الحديثة إلى كيوتو الهادئة، ومن أوساكا المليئة بالحياة إلى هيروشيما التي تحمل في طياتها رسالة إنسانية عميقة، كانت الرحلة أشبه بمزيج من المتعة والتعليم والاستكشاف، في آنٍ واحد.

أطفالي عادوا إلى السعودية وهم يرددون كلمات يابانية، ويتحدثون عن القطار السريع، والنينجا، وحيوانات الغزلان، وكأنهم عاشوا في قصة خيالية جميلة.